Ticker

6/random/ticker-posts

طبيب مصري يرفض تكريم "اليونيسيف" اعتراضًا على صمت العالم تجاه غزة: "هذا ليس وقت التكريمات"

 


طبيب مصري يرفض تكريم "اليونيسيف" اعتراضًا على صمت العالم تجاه غزة: "هذا ليس وقت التكريمات"

في زمنٍ تتراجع فيه القيم وتعلو فيه الضجة على الصوت الحقيقي للإنسانية، يطل علينا الدكتور محمود أبو العزم، الطبيب المصري الشاب، كنموذجٍ نادر يثبت أن المواقف لا تُشترى، وأن المبدأ أثمن من المنصب.

على الرغم من خدماته الطبية الجليلة وجهوده الإنسانية في أكثر المناطق المنكوبة، من درنة الليبية إلى غزة، عُرض عليه تكريمه رسميًا في مقر اليونيسيف، إلا أنه رفض هذا العرض قائلاً:

" أنا مش عايز أوسمة ولا نياشين مش مستني تكريم مصري أو دولي، أنا بأدي واجبي وشرف مهنتي، و الإنجازات اللي زي سيوة الناس اللي بتدفع وتساعد مش بتظهر، هم أحق مني."

 


 

وفي تصريحٍ مؤلم، قال الدكتور محمود: "حتى جهات الإغاثة باتت تكيل بمكيالين. هذا ليس وقت التكريمات ولا للمناصب الصورية، ما فعلته كان من أجل إخوتي، إيمانًا برسالتي تجاههم، وليس طلبًا لأي شرف أو تصفيق."

يُحمّل الدكتور محمود، الذي عمل سابقًا مع "اليونيسيف" في إغاثة الأطفال، المجتمع الدولي كامل المسؤولية، ويصف الأمم المتحدة بأنها "شريك في التعتيم"، مؤكدًا أنه طرق أبواب الإغاثة الدولية بشكل فردي، دون أن يمس أمن وطنه الذي يكنّ له كل الحب والإخلاص، ويثمن موقف الدولة المصرية الرافض للتهجير.




يحذر محمود من تكرار سيناريو درنة في غزة، قائلًا: "أخشى على غزة من أن تُطوى كما طويت درنة، التي ما زال أهلها لا يعرفون مصير مفقوديهم، ولم يأبه العالم بأكمله لضحاياها الذين تحوّلوا لأرقام في تقارير منسية."

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور محمود حصل على عضوية "اليونيسيف" بعد أن تطوّع للعمل في مستشفيات العزل خلال جائحة كورونا، للمرة الثانية، رغم إصابته الشخصية الشديدة، لكنه آثر أن يضع خبرته مرة أخرى في خدمة بني وطنه حتى زوال الجائحة، دون انتظار مقابل.

كما قام بإهداء آخر تكريم حصل عليه لزميله الدكتور محمود سامي قنيبر، الذي فقد بصره أثناء تأدية واجبه الإنساني، قائلًا:

"أي تكريم مش هيبقى ليه معنى إلا لو اتقدّم للدكتور قنيبر، لأنه فقد نور عينيه عشان يخدم غيره."



 

و رغم إنجازاته الطبية في واحة سيوة، إلا أنه لم يسعَ يومًا للظهور أو الترويج لنفسه، مؤمنًا أن ما يُقدم بإخلاص لا يحتاج إلى أضواء.

قصة الدكتور محمود أبو العزم ليست مجرد حكاية طبيب، بل شهادة حية على إنسان آمن أن الرسالة أهم من التكريم، وأن صوت الإنسانية لا ينبغي أن يخفت مهما علت أصوات التطبيل.